34. وَحِينَ يَتَأَلَّمُونَ لَا يَنَالُونَ إِلَّا عَوْنًا قَلِيلًا، لِأَنَّ كَثِيرِينَ يَنْضَمُّونَ إِلَيْهِمْ عَنْ غَيْرِ إِخْلَاصٍ.
35. وَبَعْضُ الْحُكَمَاءِ يَعْثُرُونَ لِامْتِحَانِهِمْ وَتَطْهِيرِهِمْ وَتَنْقِيَتِهِمْ، حَتَّى تَأْتِيَ النِّهَايَةُ، لِأَنَّهَا سَتَأْتِي فِي الْوَقْتِ الْمُحَدَّدِ.
36. ”وَيَعْمَلُ مَلِكُ الشَّمَالِ كَمَا يَحْلُو لَهُ. فَيَرْفَعُ وَيُعَظِّمُ نَفْسَهُ فَوْقَ كُلِّ إِلَهٍ، وَيَقُولُ أَشْيَاءَ ضِدَّ إِلَهِ الْآلِهَةِ لَمْ يَسْمَعْهَا أَحَدٌ مِنْ قَبْلُ. وَيَنْجَحُ حَتَّى يَتِمَّ وَقْتُ الْغَضَبِ، لِأَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ مَا قَضَى بِهِ اللهُ.
37. وَهَذَا الْمَلِكُ لَا يُبَالِي بِالْآلِهَةِ الَّتِي عَبَدَهَا آبَاؤُهُ، وَلَا بِالْإِلَهِ الَّذِي تَهِيمُ بِهِ النِّسَاءُ، وَلَا بِأَيِّ إِلَهٍ آخَرَ. بَلْ يُعَظِّمُ نَفْسَهُ فَوْقَهُمْ جَمِيعًا.
38. إِنَّمَا يُكْرِمُ إِلَهَ الْحُصُونِ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْهُ آبَاؤُهُ، يُكْرِمُهُ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْحِجَارَةِ الْكَرِيمَةِ وَالْهَدَايَا الثَّمِينَةِ.
39. وَيَهْجُمُ عَلَى أَقْوَى الْحُصُونِ بِمَعُونَةِ إِلَهٍ غَرِيبٍ. وَيُكْرِمُ الَّذِينَ يَخْضَعُونَ لَهُ، وَيُعْطِيهِمْ مَرَاكِزَ سُلْطَةٍ، وَيَقْسِمُ الْأَرْضَ بَيْنَهُمْ أُجْرَةً لَهُمْ.
40. ”وَفِي آخِرِ الزَّمَنِ يُحَارِبُهُ مَلِكُ الْجَنُوبِ، فَيَهْجُمُ عَلَيْهِ مَلِكُ الشَّمَالِ بِمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ وَسُفُنٍ كَثِيرَةٍ، وَيَدْخُلُ الْبِلَادَ كَالسَّيْلِ الْجَارِفِ.
41. وَيَدْخُلُ أَيْضًا الْأَرْضَ الْجَمِيلَةَ، وَتَسْقُطُ فِي يَدِهِ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ، وَلَكِنْ تُفْلِتُ مِنْهُ أَدُومُ وَمُوآبُ وَقَادَةُ بَنِي عَمُّونَ.
42. وَيَمُدُّ نُفُوذَهُ إِلَى بِلَادٍ كَثِيرَةٍ، وَمِصْرُ لَا تَنْجُو مِنْهُ.
43. وَيَسْتَوْلِي عَلَى كُنُوزِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَعَلَى كُلِّ غِنَى مِصْرَ. وَيَخْضَعُ لَهُ أَهَالِي لِيبْيَا وَالْحَبَشَةِ.
44. وَلَكِنْ تَأْتِيهِ أَخْبَارٌ مِنَ الشَّرْقِ وَمِنَ الشَّمَالِ، فَيَخْرُجُ بِغَضَبٍ شَدِيدٍ لِيَخْرِبَ وَيَقْضِيَ عَلَى الْكَثِيرِينَ.