14. أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُغَطِّسْ أَحَدًا مِنْكُمْ إِلَّا كِرِيسْبِي وَغَايِسَ.
15. فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَقُولَ إِنَّكُمْ تَغَطَّسْتُمْ بِاسْمِي.
16. نَعَمْ، وَغَطَّسْتُ أَيْضًا عَائِلَةَ اصْطَفَانَ. فِيمَا عَدَا ذَلِكَ، لَا أَذْكُرُ إِنْ كُنْتُ غَطَّسْتُ أَيَّ وَاحِدٍ آخَرَ.
17. لِأَنَّ الْمَسِيحَ أَرْسَلَنِي، لَا لِأُغَطِّسَ، بَلْ لِأُبَشِّرَ بِالْإِنْجِيلِ، لَا بِلُغَةِ الْحِكْمَةِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَإِلَّا فَإِنَّ تَضْحِيَةَ الْمَسِيحِ عَلَى الصَّلِيبِ تَفْقِدُ قُوَّتَهَا.
18. لِأَنَّ رِسَالَةَ الصَّلِيبِ بِالنِّسْبَةِ لِلْهَالِكِينَ هِيَ غَبَاءٌ، أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لَنَا نَحْنُ النَّاجِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ.
19. لِأَنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: ”سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الْحُكَمَاءِ، وَأَرْفُضُ فَهْمَ الْفُهَمَاءِ.“
20. فَأَيْنَ الْحَكِيمُ؟ أَيْنَ الْفَقِيهُ؟ أَيْنَ فَيْلَسُوفُ هَذَا الزَّمَانِ؟ لَقَدْ جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هَذِهِ الدُّنْيَا جَهَالَةً!
21. لِأَنَّ اللهَ فِي حِكْمَتِهِ، قَصَدَ أَنْ يَعْرِفَهُ النَّاسُ لَا عَنْ طَرِيقِ حِكْمَتِهِمْ. بَلْ شَاءَ أَنْ يُنْقِذَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ عَنْ طَرِيقِ الْبِشَارَةِ الَّتِي يَعْتَبِرُ الْبَعْضُ أَنَّهَا غَبَاءٌ.
22. لِأَنَّ الْيَهُودَ يَطْلُبُونَ مُعْجِزَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يُرِيدُونَ حِكْمَةً.
23. لَكِنَّنَا نَحْنُ نُبَشِّرُ بِالْمَسِيحِ الَّذِي ضَحَّى بِنَفْسِهِ عَلَى الصَّلِيبِ. وَهَذَا مُشْكِلَةٌ كَبِيرَةٌ لِلْيَهُودِ، وَغَبَاءٌ لِلْآخَرِينَ.
24. أَمَّا لِلَّذِينَ دَعَاهُمُ اللهُ، يَهُودًا كَانُوا أَوْ غَيْرَ يَهُودٍ، فَهُوَ الْمَسِيحُ قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ اللهِ.
25. فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ غَبَاءٌ مِنَ اللهِ، هُوَ أَحْكَمُ مِنْ حِكْمَةِ النَّاسِ. وَمَا يَبْدُو أَنَّهُ ضَعْفٌ مِنَ اللهِ، هُوَ أَقْوَى مِنْ قُوَّةِ النَّاسِ.
26. تَذَكَّرُوا يَا إِخْوَتِي كَيْفَ كُنْتُمْ لَمَّا دَعَاكُمُ اللهُ. فَلَمْ يَكُنْ بَيْنَكُمْ كَثِيرُونَ حُكَمَاءُ حَسَبَ حِكْمَةِ الْبَشَرِ، وَلَا كَثِيرُونَ عُظَمَاءُ أَوْ مِنْ أَصْلٍ شَرِيفٍ.
27. بَلِ اخْتَارَ اللهُ الَّذِينَ يَعْتَبِرُهُمُ الْعَالَمُ جُهَلَاءَ لِيُخْجِلَ الْحُكَمَاءَ، وَالَّذِينَ يَعْتَبِرُهُمُ الْعَالَمُ ضُعَفَاءَ لِيُخْجِلَ الْأَقْوِيَاءَ.