34. إِنِّي رَأَيْتُ الْعَذَابَ الَّذِي يُعَانِيهِ شَعْبِي فِي مِصْرَ، وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ، فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ. وَالآنَ، هَيَّا أُرْسِلُكَ إِلَى مِصْرَ!
35. فَمُوسَى الَّذِي رَفَضَهُ شَعْبُهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً عَلَيْنَا؟ هُوَ نَفْسُهُ أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيساً وَمُحَرِّراً، يُؤَيِّدُهُ الْمَلاَكُ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي الْعُلَّيْقَةِ!
36. وَقَدْ أَخْرَجَ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ وَهُوَ يُجْرِي عَجَائِبَ وَمُعْجِزَاتٍ فِيهَا، وَفِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ، وفِي الصَّحْرَاءِ مُدَّةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.
37. وَمُوسَى هَذَا هُوَ الَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: سَيَبْعَثُ اللهُ لَكُمْ مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِكُمْ نَبِيّاً مِثْلِي.
38. وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقُودُ جَمَاعَةَ الشَّعْبِ فِي الصَّحْرَاءِ، وَقَدْ قَامَ بِدَوْرِ الْوَسِيطِ بَيْنَ الْمَلاَكِ الَّذِي كَلَّمَهُ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ وَآبَائِنَا، فَنَقَلَ إِلَيْكُمْ وَصَايَا اللهِ الْحَيَّةَ.
39. وَلَكِنَّ آبَاءَنَا رَفَضُوا أَنْ يُطِيعُوا مُوسَى، وَلَمْ يَعْتَرِفُوا بِقِيَادَتِهِ، وَحَنَّتْ قُلُوبُهُمْ لِلرُّجُوعِ إِلَى مِصْرَ،
40. وَقَالُوا لِهَرُونَ: اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَهْدِينَا فِي سَيْرِنَا، فَإِنَّنَا لاَ نَعْلَمُ مَاذَا جَرَى لِمُوسَى هَذَا الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ بِلاَدِ مِصْرَ!
41. فَصَنَعُوا صَنَماً عَلَى صُورَةِ عِجْلٍ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَقَدَّمُوا لَهُ ذَبِيحَةً، وَابْتَهَجُوا بِمَا صَنَعَتْ أَيْدِيهِمْ.
42. فَتَحَوَلَّ اللهُ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ يَعْبُدُونَ كَوَاكِبَ السَّمَاءِ، كَمَا جَاءَ فِي كِتَابِ الأَنْبِيَاءِ:يَابَنِي إِسْرَائِيلَ، هَلْ قَرَّبْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَتَقْدِمَاتٍ طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الصَّحْرَاءِ؟