فصول

  1. 1
  2. 2
  3. 3
  4. 4
  5. 5
  6. 6
  7. 7
  8. 8
  9. 9
  10. 10
  11. 11
  12. 12

العهد القديم

العهد الجديد

الجامعة 8 شريف (SAB)

أطيعوا السلطات

1. مَنْ كَالْحَكِيمِ؟ وَمَنْ يَعْرِفُ تَفْسِيرَ الْأُمُورِ؟ الْحِكْمَةُ تُنِيرُ وَجْهَ الْإِنْسَانِ وَتُلَيِّنُ مَظْهَرَهُ الْقَاسِيَ.

2. أَقُولُ: ”أَطِعْ أَوَامِرَ الْمَلِكِ، لِأَنَّكَ حَلَفْتَ يَمِينًا للهِ.

3. لَا تُسْرِعْ فِي الذَّهَابِ مِنْ مَحْضَرِهِ، وَلَا تُدَافِعْ عَنْ مَوْضُوعٍ رَدِيءٍ، لِأَنَّهُ يَصْنَعُ مَا يَشَاءُ.“

4. كَلِمَةُ الْمَلِكِ لَهَا سُلْطَانٌ، فَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: ”مَاذَا تَفْعَلُ؟“

5. مَنْ يُطِيعُ وَصَايَا الْمَلِكِ لَا يُصِيبُهُ أَذًى. الْقَلْبُ الْحَكِيمُ يَعْرِفُ الْوَقْتَ الْمُنَاسِبَ وَالطَّرِيقَةَ الْمُنَاسِبَةَ.

6. لِأَنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ يُوجَدُ وَقْتٌ مُنَاسِبٌ وَطَرِيقَةٌ مُنَاسِبَةٌ. لَكِنَّ شَقَاءَ الْإِنْسَانِ ثَقِيلٌ عَلَيْهِ،

7. لِأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ الْمُسْتَقْبَلَ، وَلَا أَحَدَ يُخْبِرُهُ عَنْهُ.

8. لَا أَحَدَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الرُّوحِ لِيَمْنَعَهَا مِنْ مُفَارَقَةِ الْجَسَدِ، وَلَا سُلْطَانَ عَلَى يَوْمِ الْمَوْتِ. وَكَمَا لَا يُسَرَّحُ أَحَدٌ فِي وَقْتِ الْحَرْبِ، كَذَلِكَ لَا يُطْلِقُ الشَّرُّ سَرَاحَ الْأَشْرَارِ.

الصالح والشرير

9. رَأَيْتُ كُلَّ هَذَا لَمَّا رَكَّزْتُ تَفْكِيرِي عَلَى كُلِّ مَا يُعْمَلُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، عِنْدَمَا يَتَسَلَّطُ إِنْسَانٌ عَلَى إِنْسَانٍ وَيُؤْذِيهِ.

10. رَأَيْتُ الْأَشْرَارَ يُدْفَنُونَ، وَالنَّاسُ فِي طَرِيقِ عَوْدَتِهِمْ مِنَ الْمَقَابِرِ يَمْدَحُونَهُمْ وَذَلِكَ فِي نَفْسِ الْمَدِينَةِ الَّتِي ارْتَكَبُوا فِيهَا الشَّرَّ. هَذَا أَيْضًا بِلَا مَعْنَى.

11. إِنْ كَانَ الْأَشْرَارُ لَا يُعَاقَبُونَ فِي الْحَالِ، فَهَذَا يُشَجِّعُ الْآخَرِينَ عَلَى ارْتِكَابِ الشَّرِّ.

12. الْخَاطِئُ يَرْتَكِبُ الشَّرَّ 100 مَرَّةٍ وَيَطُولُ عُمْرُهُ، لَكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الَّذِينَ يَتَّقُونَ اللهَ وَيَخْشَعُونَ فِي مَحْضَرِهِ، يَنَالُونَ خَيْرًا.

13. الشِّرِّيرُ لَا يَنَالُ خَيْرًا وَلَا تَطُولُ أَيَّامُهُ، بَلْ تَمْضِي كَالظِّلِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَّقِي اللهَ.

14. يُوجَدُ أَمْرٌ آخَرُ بِلَا مَعْنَى يَجْرِي عَلَى الْأَرْضِ: صَالِحُونَ يَنَالُونَ مَا يَسْتَحِقُّهُ الْأَشْرَارُ، وَأَشْرَارٌ يَنَالُونَ مَا يَسْتَحِقُّهُ الصَّالِحُونَ. فَأَقُولُ إِنَّ هَذَا أَيْضًا بِلَا مَعْنَى.

15. لِذَلِكَ أُوصِي بِأَنْ يَتَمَتَّعَ الْوَاحِدُ بِالْحَيَاةِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ خَيْرٌ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَّا أَنْ يَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيَفْرَحَ. فَهَذَا مَا يَبْقَى لَهُ مِنْ تَعَبِهِ طُولَ حَيَاتِهِ الَّتِي وَهَبَهَا اللهُ لَهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا.

16. لَمَّا رَكَّزْتُ تَفْكِيرِي لِأَعْرِفَ الْحِكْمَةَ، وَأَتَأَمَّلَ فِي تَعَبِ الْإِنْسَانِ عَلَى الْأَرْضِ، وَكَيْفَ لَا يَرَى النَّوْمَ بِعَيْنَيْهِ نَهَارًا وَلَيْلًا،

17. رَأَيْتُ أَعْمَالَ اللهِ كُلَّهَا، وَلَا أَحَدٌ يَفْهَمُ مَا يَجْرِي فِي هَذِهِ الدُّنْيَا. وَمَهْمَا تَعِبَ الْإِنْسَانُ فِي بَحْثِهِ لِمَعْرِفَتِهَا فَلَنْ يُدْرِكَهَا. حَتَّى إِنْ قَالَ الْحَكِيمُ إِنَّهُ يَعْرِفُهَا، فَالْحَقِيقَةُ أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهَا.