2. يَطْلُبُونِي كُلَّ يَوْمٍ، وَيُرِيدُونَ أَنْ يَعْرِفُوا طُرُقِي، كَأَنَّهُمْ أُمَّةٌ تَصْنَعُ الْحَقَّ، وَلَا تُهْمِلُ وَصَايَا إِلَهِهَا. يُطَالِبُونِي بِأَحْكَامٍ عَادِلَةٍ، وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَقَرَّبُوا إِلَى اللهِ.
3. وَيَقُولُونَ: ’صُمْنَا فَلِمَاذَا لَمْ تَنْظُرْ؟ وَتَذَلَّلْنَا فَلِمَاذَا لَمْ تُلَاحِظْ؟‘ إِنَّكُمْ يَوْمَ تَصُومُونَ تَعْمَلُونَ مَا يَحْلُو لَكُمْ. وَتُسَخِّرُونَ كُلَّ عُمَّالِكُمْ.
4. وَيُؤَدِّي صَوْمُكُمْ إِلَى الْخِصَامِ وَالنِّزَاعِ، فَتَضْرِبُونَ الْوَاحِدُ الْآخَرَ بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. فَلَا تَظُنُّوا أَنَّ مِثْلَ صَوْمِكُمُ الْيَوْمَ، يَجْعَلُنِي أَسْمَعُ صَوْتَكُمْ فِي السَّمَاءِ!
5. هَلْ هَذَا هُوَ الصَّوْمُ الَّذِي أُرِيدُهُ؟ مُجَرَّدُ يَوْمٍ يَتَذَلَّلُ فِيهِ الْوَاحِدُ، وَيَحْنِي رَأْسَهُ كَعُشْبَةٍ، وَيَجْلِسُ عَلَى الْخَيْشِ وَالرَّمَادِ؟ هَلْ تُسَمُّونَ هَذَا صَوْمًا؟ هَلْ تَظُنُّونَ أَنَّ اللهَ يَقْبَلُهُ؟
6. بَلِ الصَّوْمُ الَّذِي أُرِيدُهُ، هُوَ أَنْ تَحُلَّ سَلَاسِلَ الظُّلْمِ، وَتَفُكَّ قُيُودَ النِّيرِ، وَتُطْلِقَ الْمَظْلُومِينَ أَحْرَارًا، وَتَنْزِعَ عَنْهُمْ كُلَّ نِيرٍ.
7. هُوَ أَنْ تَقْتَسِمَ طَعَامَكَ مَعَ الْجَائِعِ، وَتَأْوِيَ الْمِسْكِينَ الطَّرِيدَ فِي دَارِكَ، وَمَتَى رَأَيْتَ عُرْيَانًا تَكْسُوهُ، وَلَا تَتَأَخَّرَ عَنْ عَمَلِ الْوَاجِبِ مَعَ قَرِيبِكَ.
8. ”عِنْدَ ذَلِكَ يَطْلَعُ نُورُكَ كَالْفَجْرِ، وَيَأْتِي شِفَاؤُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ صَلَاحُكَ أَمَامَكَ، وَجَلَالُ اللهِ يَحْرُسُ الْمُؤَخَّرَةَ لَكَ.
9. عِنْدَ ذَلِكَ تَدْعُو، فَيُجِيبُ اللهُ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: ’هَا أَنَا!‘ اِنْزِعْ عَنْكَ ارْتِكَابَ الظُّلْمِ، وَالْإِشَارَةَ بِالْإِصْبَعِ، وَكَلَامَ السُّوءِ.
10. أَعْطِ لُقْمَتَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبِعِ احْتِيَاجَ الذَّلِيلِ، بِذَلِكَ يُشْرِقُ نُورُكَ فِي الظَّلَامِ، وَيَكُونُ لَيْلُكَ كَالظُّهْرِ،
11. وَيَهْدِيكَ اللهُ دَائِمًا، وَيُشْبِعُ احْتِيَاجَكَ حَتَّى فِي زَمَنِ الْقَحْطِ، وَيُقَوِّي عِظَامَكَ، وَيَجْعَلُكَ كَجَنَّةٍ مَرْوِيَّةٍ، وَكَنَبْعٍ لَا يَنْقَطِعُ مَاؤُهُ،