27. فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضًا. وَعِنْدَ ذَلِكَ صَاحَ الدِّيكُ.
28. وَسَاقُوا عِيسَى مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى قَصْرِ الْوِلَايَةِ. وَكَانَ الصُّبْحُ قَدْ طَلَعَ، فَلَمْ يَدْخُلِ الْيَهُودُ إِلَى الْقَصْرِ، لِئَلَّا يَتَنَجَّسُوا فَلَا يَأْكُلُوا مِنَ الْفِصْحِ.
29. لِذَلِكَ خَرَجَ بِيلَاطِسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: ”بِمَاذَا تَتَّهِمُونَ هَذَا الرَّجُلَ؟“ أَجَابُوهُ:
30. ”لَوْ لَمْ يَكُنْ مُجْرِمًا لَمَا كُنَّا سَلَّمْنَاهُ لَكَ.“
31. فَقَالَ لَهُمْ بِيلَاطِسُ: ”خُذُوهُ أَنْتُمْ وَحَاكِمُوهُ حَسَبَ شَرِيعَتِكُمْ.“ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: ”نَحْنُ غَيْرُ مَسْمُوحٍ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا.“
32. وَبِذَلِكَ تَمَّ مَا قَالَهُ عِيسَى عَنِ الطَّرِيقَةِ الَّتِي سَيَمُوتُ بِهَا.
33. فَدَخَلَ بِيلَاطِسُ إِلَى الْقَصْرِ، وَدَعَا عِيسَى وَقَالَ لَهُ: ”هَلْ أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟“
34. أَجَابَهُ عِيسَى: ”هَلْ تَقُولُ هَذَا بِحَسَبِ تَفْكِيرِكَ أَنْتَ، أَمْ بِحَسَبِ كَلَامِ الْآخَرِينَ عَنِّي؟“
35. أَجَابَ بِيلَاطِسُ: ”هَلْ أَنَا يَهُودِيٌّ؟ شَعْبُكَ وَرُؤَسَاءُ الْأَحْبَارِ سَلَّمُوكَ لِي. مَاذَا عَمِلْتَ؟“
36. أَجَابَ عِيسَى: ”مُلْكِي لَا يَنْتَمِي إِلَى هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَ مُلْكِي يَنْتَمِي إِلَى هَذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُحَارِبُونَ عَنِّي لِكَيْ لَا يَقْبِضَ الْيَهُودُ عَلَيَّ، وَلَكِنَّ مُلْكِي لَا يَنْتَمِي إِلَى هُنَا.“
37. قَالَ لَهُ بِيلَاطِسُ: ”إِذَنْ فَأَنْتَ مَلِكٌ؟“ أَجَابَ عِيسَى: ”قُلْتَ الصَّوَابَ، أَنَا مَلِكٌ. وَقَدْ وُلِدْتُ وَجِئْتُ إِلَى الْعَالَمِ لِهَذَا: لِأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. فَكُلُّ مَنْ يَنْتَمِي إِلَى الْحَقِّ يَسْمَعُ لِي.“