12. وَإِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ أُمَنَاءَ عَلَى مَا هُوَ لَيْسَ لَكُمْ، فَمَنْ يُعْطِيكُمْ شَيْئًا لِأَنْفُسِكُمْ؟
13. لَا يَقْدِرُ الْعَبْدُ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يَكْرَهَ الْأَوَّلَ وَيُحِبَّ الثَّانِيَ، أَوْ يَكُونَ مُخْلِصًا لِلْأَوَّلِ وَيَحْتَقِرَ الثَّانِيَ. لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ مَعًا.“
14. وَكَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ يَسْمَعُونَ كُلَّ هَذَا وَيَهْزَأُونَ بِعِيسَـى، لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ الْمَالَ.
15. فَقَالَ لَهُمْ: ”أَنْتُمْ تَظْهَرُونَ صَالِحِينَ فِي نَظَرِ النَّاسِ، لَكِنَّ اللهَ يَعْرِفُ قُلُوبَكُمْ. فَمَا يَعْتَبِرُهُ النَّاسُ عَظِيمًا هُوَ مَكْرُوهٌ فِي نَظَرِ اللهِ.
16. ”عَهْدُ التَّوْرَاةِ وَالْأَنْبِيَاءِ هُوَ إِلَى يَحْـيَى. وَمِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ، بَدَأَتِ الدَّعْوَةُ إِلَى مَمْلَكَةِ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُهَا يُوَاجِهُ الْعَدَاءَ.
17. لَكِنَّ زَوَالَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَسْهَلُ مِنْ أَنْ تَسْقُطَ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ الْكِتَابِ.
18. ”كُلُّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي. وَمَنْ يَتَزَوَّجُ بِمُطَلَّقَةٍ يَزْنِي.
19. ”كَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ غَنِيٌّ يَلْبَسُ الثِّيَابَ الْغَالِيَةَ، وَيَعِيشُ فِي نَعِيمٍ كُلَّ يَوْمٍ.
20. وَكَانَ شَحَّاذٌ اسْمُهُ لَعَازَرُ مَطْرُوحًا عِنْدَ بَابِهِ وَقَدْ غَطَّتِ الْقُرُوحُ جِسْمَهُ.
21. وَكَانَ يَتَمَنَّى أَنْ يَأْكُلَ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ. وَأَسْوَأُ مِنْ ذَلِكَ، كَانَتِ الْكِلَابُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ.
22. ”وَمَاتَ الشَّحَّاذُ، فَحَمَلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ إِلَى جِوَارِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ.
23. فَنَظَرَ وَهُوَ يَتَعَذَّبُ فِي عَالَمِ الْأَمْوَاتِ، فَرَأَى مِنْ بَعِيدٍ إِبْرَاهِيمَ وَلَعَازَرَ إِلَى جِوَارِهِ.