24. لَكِنَّ حَيَاتِي لَا تَهُمُّنِي، بَلِ الْمُهِمُّ هُوَ أَنْ أَقُومَ بِمُهِمَّتِي وَأُتَمِّمَ الْعَمَلَ الَّذِي كَلَّفَنِي بِهِ سَيِّدُنَا عِيسَـى، وَهُوَ أَنْ أُخْبِرَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ.
25. وَأَنَا عَارِفٌ أَنَّكُمْ لَنْ تَرَوْا وَجْهِي بَعْدَ الْيَوْمِ، أَنْتُمْ جَمِيعًا الَّذِينَ تَجَوَّلْتُ بَيْنَكُمْ أُعْلِنُ بُشْرَى قِيَامِ مَمْلَكَةِ اللهِ.
26. لِذَلِكَ فَإِنِّي أُعْلِنُ لَكُمْ جَمِيعًا الْيَوْمَ أَنَّهُ إِنْ هَلَكَ أَحَدُكُمْ، فَأَنَا غَيْرُ مَسْئُولٍ عَنْهُ.
27. لِأَنِّي لَمْ أَمْتَنِعْ عَنْ أَنْ أُعْلِنَ لَكُمْ كُلَّ مَشِيئَةِ اللهِ.
28. فَاحْرُسُوا أَنْفُسَكُمْ وَكُلَّ الْقَطِيعِ الَّذِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُّوسُ رُعَاةً عَلَيْهِ. اِرْعَوْا أُمَّةَ رَبِّنَا الَّتِي اشْتَرَاهَا بِدَمِهِ.
29. ”وَأَنَا عَارِفٌ أَنَّهُ بَعْدَ رَحِيلِي، سَتَأْتِي بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ مُفْتَرِسَةٌ لَا تَشْفِقُ عَلَى الْقَطِيعِ.
30. وَسَيَقُومُ الْبَعْضُ مِنْ بَيْنِكُمْ أَنْتُمْ، وَيُحَرِّفُونَ الْحَقَّ لِكَيْ يَجْذِبُوا التَّلَامِيذَ فَيَتْبَعُوهُمْ.
31. إِذَنِ احْتَرِسُوا! تَذَكَّرُوا أَنِّي لِمُدَّةِ 3 سِنِينَ لَمْ أَتَوَقَّفْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِدُمُوعٍ لَيْلًا وَنَهَارًا.
32. ”وَالْآنَ أَتْرُكُكُمْ وَدِيعَةً مَعَ اللهِ وَمَعَ رِسَالَةِ نِعْمَتِهِ، فَهِيَ قَادِرَةٌ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ نَصِيبًا مَعَ جَمِيعِ الْمُخَصَّصِينَ للهِ.
33. أَنَا لَمْ أَرْغَبْ أَبَدًا فِي فِضَّةِ أَحَدٍ أَوْ ذَهَبِهِ أَوْ ثِيَابِهِ.
34. بَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي اشْتَغَلْتُ بِهَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ لِأُسَدِّدَ احْتِيَاجَاتِي وَاحْتِيَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي.
35. وَأَوْضَحْتُ لَكُمْ بِكُلِّ طَرِيقَةٍ أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَ وَنَتْعَبَ لِكَيْ نُسَاعِدَ الضُّعَفَاءَ. تَذَكَّرُوا كَلِمَاتِ سَيِّدِنَا عِيسَـى: ’الْبَرَكَةُ هِيَ فِي الْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنَ الْأَخْذِ.‘“
36. فَلَمَّا قَالَ بُولُسُ هَذَا، رَكَعَ مَعَهُمْ جَمِيعًا وَصَلَّى.
37. وَبَكَوْا كُلُّهُمْ وَعَانَقُوهُ وَقَبَّلُوهُ.
38. وَشَعَرُوا بِالْحُزْنِ، خَاصَّةً لِأَنَّهُ قَالَ إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا وَجْهَهُ مَرَّةً أُخْرَى. ثُمَّ رَافَقُوهُ إِلَى السَّفِينَةِ.