فصول

  1. 1
  2. 2
  3. 3

العهد القديم

العهد الجديد

2بطرس 2 شريف (SAB)

المعلمون الكذبة ومصيرهم

1. وَكَمَا كَانَ فِي شَعْبِ اللهِ مَنِ ادَّعَوْا النُّبُوَّةَ، سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضًا مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ يَأْتُونَ بِبِدَعٍ هَدَّامَةٍ، لِدَرَجَةِ أَنَّهُمْ يَتَنَكَّرُونَ لِلسَّيِّدِ الَّذِي فَدَاهُمْ، فَيَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمُ الْهَلَاكَ السَّرِيعَ.

2. وَكَثِيرُونَ سَيَتْبَعُونَ فِسْقَهُمْ، وَبِسَبَبِهِمْ يَكْفُرُ النَّاسُ بِالدِّينِ الْحَقِّ.

3. وَهُمْ طَمَّاعُونَ يَسْتَغِلُّونَكُمْ بِحِكَايَاتٍ يَخْتَرِعُونَهَا. لِذَلِكَ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ صَدَرَ عِقَابُهُمْ وَسَيَحِلُّ بِهِمْ، وَهَلَاكُهُمْ لَا بُدَّ مِنْهُ.

4. إِنَّ اللهَ لَمْ يَشْفِقْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، بَلْ طَرَحَهُمْ فِي الْهَاوِيَةِ فِي أَعْمَاقِ الظَّلَامِ مَحْبُوسِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

5. وَهُوَ كَذَلِكَ لَمْ يَشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ بَلْ جَلَبَ الطُّوفَانَ عَلَى عَالَمِ الْأَشْرَارِ. لَكِنَّهُ حَفِظَ 8 أَشْخَاصٍ عَلَى رَأْسِهِمْ نُوحُ الَّذِي كَانَ يَدْعُو إِلَى الصَّلَاحِ.

6. وَعَاقَبَ اللهُ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، فَأَحْرَقَهُمَا وَحَوَّلَهُمَا إِلَى رَمَادٍ، وَجَعَلَهُمَا إِنْذَارًا أَنَّ نَفْسَ الشَّيْءِ سَيَحْدُثُ لِلْأَشْرَارِ.

7. أَمَّا لُوطُ فَأَنْقَذَهُ، لِأَنَّهُ كَانَ رَجُلًا صَالِحًا، وَقَدْ تَضَايَقَ جِدًّا بِسَبَبِ الْقَذَارَةِ الَّتِي كَانَ يَعِيشُ فِيهَا الْأَشْرَارُ.

8. فَكَانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ سَاكِنًا بَيْنَهُمْ، وَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَرَى وَيَسْمَعُ مَا يَحْدُثُ، فَتَتَعَذَّبُ نَفْسُهُ الصَّالِحَةُ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الشِّرِّيرَةِ.

9. كُلُّ هَذَا يُبَيِّنُ أَنَّ اللهَ قَادِرٌ أَنْ يُنْقِذَ الْأَتْقِيَاءَ مِنَ الْمِحْنَةِ، وَيُبْقِيَ الْأَشْرَارَ إِلَى عِقَابِ يَوْمِ الدِّينِ.

10. خَاصَّةً الَّذِينَ يَتْبَعُونَ شَهْوَةَ الطَّبِيعَةِ الدَّنِيئَةِ، أَيْ شَهْوَةَ النَّجَاسَةِ، وَيَحْتَقِرُونَ السُّلْطَةَ.هَؤُلَاءِ الْمُعَلِّمُونَ الْكَذَبَةُ يَتَصَرَّفُونَ بِوَقَاحَةٍ وَكِبْرِيَاءَ، وَلَا يَخَافُونَ مِنَ الِافْتِرَاءِ عَلَى الْكَائِنَاتِ السَّمَائِيَّةِ.

11. مَعَ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ، وَهُمْ أَعْظَمُ قُوَّةً وَمَقْدِرَةً، لَا يُقَدِّمُونَ فِي مَحْضَرِ اللهِ شَكْوَى فِيهَا افْتِرَاءٌ ضِدَّ هَذِهِ الْكَائِنَاتِ.

12. أَمَّا هَؤُلَاءِ النَّاسُ فَيَفْتَرُونَ فِي أُمُورٍ لَا يَفْهَمُونَهَا. هُمْ كَالْبَهَائِمِ غَيْرِ الْعَاقِلَةِ، الَّتِي تُسَيِّرُهَا الْغَرِيزَةُ، وَهِيَ مَوْلُودَةٌ لِكَيْ تُصَادَ وَتُقْتَلَ. لِذَلِكَ سَيَهْلِكُونَ كَالْبَهَائِمِ.

13. وَيَنَالُونَ الشَّرَّ جَزَاءَ شَرِّهِمْ. إِنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ أَنَّ الِانْغِمَاسَ فِي الْمَلَذَّاتِ حَتَّى فِي وَسَطِ النَّهَارِ بَهْجَةٌ. هُمْ أَوْسَاخٌ فَاسِدُونَ. حَتَّى وَهُمْ يَأْكُلُونَ مَعَكُمْ فِي الْوَلَائِمِ، يَخْدَعُونَكُمْ وَيَفْرَحُونَ بِذَلِكَ.

14. عُيُونُهُمْ تَنْظُرُ إِلَى النِّسَاءِ نَظَرَاتِ الشَّهْوَةِ، وَلَا تَشْبَعُ مِنَ الْخَطِيئَةِ. يَخْدَعُونَ الضُّعَفَاءَ. قُلُوبُهُمْ تَعَوَّدَتْ عَلَى الطَّمَعِ. هُمْ مَلْعُونُونَ!

15. تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ وَضَلُّوا وَسَارُوا فِي طَرِيقِ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ الَّذِي أَحَبَّ أَنْ يَحْصُلَ عَلَى أُجْرَةٍ، فَارْتَكَبَ الشَّرَّ.

16. وَلَكِنَّهُ تَوَبَّخَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، لِأَنَّ الْحِمَارَ الَّذِي لَا يَتَكَلَّمُ نَطَقَ بِصَوْتِ إِنْسَانٍ، وَوَضَعَ حَدًّا لِجُنُونِ النَّبِيِّ.

17. هَؤُلَاءِ النَّاسُ هُمْ يَنَابِيعُ بِلَا مَاءٍ، وَضَبَابٌ تَسُوقُهُ رِيحٌ شَدِيدَةٌ. لِذَلِكَ فَإِنَّ أَعْمَاقَ الظُّلُمَاتِ جَاهِزَةٌ لَهُمْ.

18. كَلَامُهُمْ سَخِيفٌ وَيَدُلُّ عَلَى الْكِبْرِيَاءِ. يَسْتَعْمِلُونَ الشَّهَوَاتِ الدَّنِيئَةَ وَالْفِسْقَ، لِيَخْدَعُوا بِهَا مَنْ بَدَأَ يَهْرُبُ مِنْ أَهْلِ الضَّلَالِ.

19. يَعِدُونَ النَّاسَ بِالْحُرِّيَّةِ، بَيْنَمَا هُمْ أَنْفُسُهُمْ عَبِيدُ الْفَسَادِ. لِأَنَّ الْإِنْسَانَ عَبْدٌ لِكُلِّ مَا يَتَسَلَّطُ عَلَيْهِ.

20. فَمَنْ نَجَا مِنَ الْفَسَادِ الْمَوْجُودِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، عَنْ طَرِيقِ مَعْرِفَةِ مَوْلَانَا وَمُنْقِذِنَا عِيسَـى الْمَسِيحِ، ثُمَّ سَمَحَ لِنَفْسِهِ أَنْ يَرْتَبِكَ وَيَنْغَلِبَ مَرَّةً أُخْرَى بِهَذَا الْفَسَادِ، تَكُونُ نِهَايَتُهُ أَتْعَسَ مِنْ بِدَايَتِهِ.

21. بَلْ كَانَ مِنَ الْأَفْضَلِ لَهُ أَنْ لَا يَعْرِفَ طَرِيقَ الصَّلَاحِ، مِنْ أَنَّهُ بَعْدَمَا عَرَفَهُ، يَرْتَدُّ عَنِ الْوَصِيَّةِ الصَّالِحَةِ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ.

22. فَيَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْمَثَلُ الصَّادِقُ الَّذِي يَقُولُ: ”كَلْبٌ رَجَعَ لِيَأْكُلَ مَا تَقَيَّأَهُ“ وَالْآخَرُ الَّذِي يَقُولُ: ”حَتَّى إِذَا غَسَلْتَ الْخِنْزِيرَةَ، تَعُودُ تَتَمَرَّغُ فِي الْوَحْلِ.“